دخلت على الموسيقى العربية في القرن التاسع عشر ثلاثة قوالب آلية عثمانية هي السماعي واللونجا والبَشرف،
منذ ذلك الحين حتى اليوم وهذه القوالب تُستخدَم بكثرة في موسيقانا وبشكل خاص السماعي حيث ما زال تأليف السماعيات شائعاً بين الموسيقيين العرب.
تشترك هذه القوالب الثلاثة بأن لها مقطع موسيقي أساسي يُدعى التسليم يتكرر بين المقاطع الأخرى التي تدعى الخانات (جمع مفرده خانة).
وكل من هذه القوالب لها مقام أساسي تستعرض سيره وانتقالاته المقامية حيث يدعى كل قالب منها بمقامه يتبعه اسم مؤلفه.
السماعي
السماعي هو قالب آلي مكون من أربع خانات يُعزف بعد كل منها التسليم ذاته.
بنية السماعي هي خانة أولى، تسليم، خانة ثانية، تسليم، خانة ثالثة، تسليم، خانة رابعة، تسليم.
وتعزف الخانات الثلاث الأولى و التسليم على إيقاع
السماعي الثقيل
أما الخانة الرابعة فتكون على إيقاع أقصر
كالسماعي الدارج
أو
السماعي السربند.
اللونجا
( وتكتب ايضاً اللونجة او اللونغا)
تحتل اللونجا المرتبة الثانية بعد السماعي من حيث الشيوع.
عادة ما تؤلف الخانات على
إيقاع الفوكس
والتسليم على
إيقاع الملفوف
.
ألّفت أغلب اللونجات من الفترة العثمانية على مقامات لا تحوي أرباع الصوت
كالنهاوند
والحجاز
والنكريز
، وألحانها تحاكي الأنغام الأوروبية الشرقية (خاصة منطقة البلقان).
وما زال العديد من المؤلفين العرب يتبع الطريقة نفسها في تأليف اللونجات إلى يومنا هذا.
البَشْرَف
البشرف هو أقل القوالب العثمانية شيوعاً حيث يقتصر ذكره على دروس الموسيقى النظرية أو في سياق التمارين الآلية.
والبشرف هو قالب آلي مكون من أربع خانات يُعزف بعد كل منها التسليم ذاته.
يجدر الذكر أنه نادراً ما يؤلف الموسيقيون العرب بشارف في أيامنا هذه.
يُبنى البشرف (على خِلاف السماعي) على إيقاع واحد يشمل القطعة بأكملها،
وهو عادة إيقاع مزدوج كالمصمودي الكبير٨/٤ أو المخمس ١٦/٤ أو الشنبر ٢٤/٤ أو الدور الكبير ٢٨/٤ أو إيقاعات أخرى طويلة من الفترة العثمانية.